البرادعى: تحملت الإساءة كثيرا وضميري لن يسمح لي بالترشح للرئاسة
وقال في رسالة وجهها لشعب مصر السبت "إني تحملت الكثير من الإساءة والكذب
والتدني الخلقي, قبل قيام الثورة وبعدها, من جانب نظام ترتعد فرائصه من قول
الحق, آخذا على نفسى عهدا ألا ألتفت لهذه الإساءات وأن أركز جهدى على ما
فيه المصلحة العامة. لكني أكدت ومنذ البداية أن ضميري لن يسمح لي بالترشح
للرئاسة أو أي منصب رسمي آخر إلا فى اطار نظام ديموقراطى حقيقي يأخذ من
الديمقراطية جوهرها وليس فقط شكلها".
"لقد استعرضت أفضل السبل التى
يمكننى منها خدمة أهداف الثورة في ضوء هذا الواقع فلم أجد موقعا داخل
الإطار الرسمي يتيح ذلك، بما فيها موقع رئيس الجمهورية الذي يجري الإعداد
لانتخابه قبل وجود دستور يضبط العلاقة بين السلطات ويحمي الحريات أو في ظل
دستور "تلفق" مواده في أسابيع قليلة".
وقد أرسل البرادعى رسالة الى شعب مصر أكد فيها تحمله لمزيد من الاساءات لذلك قرر عدم الترشيح .وجاء فى الرسالة :
إلى أهلي، إلى أهل مصر
تقترب
ثورتنا المجيدة من اتمام عامها الأول وانتهز هذه الفرصة لأقدم خالص
التعازي مرة أخرى لأهالى شهدائنا الأبرار وآلاف الضحايا من المصابين اللذين
بذلوا دماءهم وأرواحهم من أجل أن ننعم وأبناءنا بمصر حديثة قائمة على
الحرية والكرامة الانسانية والعدالة الإجتماعية، مترحماً عليهم وراجيا
المولى عز وجل ان ينزلهم منازل الشهداء الأبرار.
لقد خاضت سفينة الثورة
طريقاً صعباً تقاذفتها فيه أمواج عاتيه وهى تعرف مرفأ النجاه جيدا وتعرف
طريقة الوصول اليه، ولكن الربان الذى تولى قيادتها – دون اختيار من ركابها
ودون خبرة له بالقيادة – أخذ يتخبط بها بين الأمواج دون بوصلة واضحة، ونحن
نعرض عليه شتى أنواع المساعدة، وهو يأبى إلا أن يمضى فى الطريق القديم،
وكأن ثورة لم تقم، وكأن نظاماً لم يسقط.
وبدلا من لم شمل الأمة فى عملية
سياسية منظمة ومتفق عليها، نطلق فيها الحريات ونفتح النوافذ لإدخال الهواء
النقى وتطهير العقول والنفوس من مخلفات الاستبداد، ونمنح أنفسنا المدة
اللازمة لنكتب فيها دستورنا معاً بأسلوب متروي بروح توافقية تقوم على
احترام الحقوق الأصيلة للانسان، وننتخب ممثلينا وقادتنا في إطار سياسي
ودستوري يضمن انتخابات حرة عادلة وأيضاً ممثلة لكل طوائف واتجاهات الشعب،
أدخلنا هذا الربان فى متاهات وحوارات عقيمة في حين انفرد بصنع القرارات
وبأسلوب ينم عن تخبط وعشوائية فى الرؤية، مما فاقم الانقسامات بين فئات
المجتمع فى الوقت الذى نحن فيه أحوج ما نكون للتكاتف والوفاق.
وتواكب مع
هذا اتباع سياسة أمنية قمعية تتتسم بالعنف والتحرش والقتل، وعلى إحالة
الثوار لمحاكمات عسكرية بدلاً من حمايتهم ومعاقبة من قتل زملائهم. وكل هذا
في إطار حالة الطواريء الفاقدة للمشروعية وغياب غير مفهوم للأمن وإدارة
سيئة للاقتصاد، بالإضافة لعدم اتخاذ خطوات حازمة لتطهير مؤسسات الدولة –
وخاصة القضاء والإعلام – من فساد النظام السابق، أو حتى عزل رموزه ومنعهم
من الاستمرار في إفساد الحياة السياسية. إن العشوائية وسوء إدارة العملية
الانتقالية تدفع البلاد بعيداً عن أهداف الثورة، مما يشعرنا جميعاً أن
النظام السابق لم يسقط.
ومع ذلك فإنى لا أود ان يتطرق اليأس الى النفوس.
فدروس التاريخ تعلمنا أن الثورات العظيمة كلها تمر بمثل هذه الانخفاضات
والارتفاعات، ولكنها فى النهاية تصل لبر الأمان. وأهم ما تحقق خلال العام
المنصرم هو كسر حاجز الخوف واستعادة الشعب لإيمانه بقدرته على التغيير
وبأنه هو السيد والحاكم. كما أن المشاركة بكثافة في العملية الانتخابية –
برغم عيوبها الواضحة – يعزز الثقة فى قدرة الشعب على ممارسة الديموقراطية
وحكم نفسه بنفسه.
وإني على ثقة أن هذا الشعب سيستمر في المطالبة بحقوقه
حتى يحصل عليها كاملة. وأدعو قوى الثورة كلها للعمل مع فئات الشعب كافة
لتحقيق هذا الهدف، متمسكين دائماً بسلمية الثورة، فالاحتجاج السلمي هو الذي
يعطي الثورة قوتها ونقاءها.
إخوتي وأخواتي مواطني مصر الغالية
لقد
استعرضت أفضل السبل التى يمكننى منها خدمة أهداف الثورة في ضوء هذا الواقع
فلم أجد موقعاً داخل الإطار الرسمي يتيح ذلك، بما فيها موقع رئيس الجمهورية
الذي يجري الإعداد لانتخابه قبل وجود دستور يضبط العلاقة بين السلطات
ويحمي الحريات، أو في ظل دستور تلفق مواده في أسابيع قليلة.
وفي ضوء هذه
الظروف فقد قررت عدم الترشح لمنصب رئيس الجمهورية. وقراري هذا ليس
انصرافاً من الساحة، بل استمرار لخدمة هذا الوطن بفعالية أكبر، من خارج
مواقع السلطة ومتحررا من كل القيود.
لقد قلت مراراً أن هدفى هو مساعدة
أهل بلدى على إعادة بناء مصر التي ننتمي إليها ونفخر بها، وليس تحقيق مصلحة
شخصية. بل إني تحملت الكثير من الإساءة والكذب والتدني الخلقي، قبل قيام
الثورة وبعدها، من جانب نظام ترتعد فرائصه من قول الحق، آخذاً على نفسى
عهداً ألا ألتفت لهذه الإساءات وأن أركز جهدى على مافيه المصلحة العامة.
لكني أكدت ومنذ البداية أن ضميري لن يسمح لي بالترشح للرئاسة أو أي منصب
رسمي آخر إلا فى اطار نظام ديموقراطى حقيقي يأخذ من الديمقراطية جوهرها
وليس فقط شكلها.
وقال الدكتور محمد البرادعي في بيانه: "تواكب مع هذا
اتباع سياسة أمنية قمعية تتسم بالعنف والتحرش والقتل وعلى إحالة الثوار
لمحاكمات عسكرية بدلا من حمايتهم ومعاقبة من قتل زملاءهم, وكل هذا في إطار
حالة الطواريء الفاقدة للمشروعية وغياب غير مفهوم للأمن وإدارة سيئة
للاقتصاد بالإضافة لعدم اتخاذ خطوات حازمة لتطهير مؤسسات الدولة وخاصة
القضاء والإعلام - من فساد النظام السابق أو حتى عزل رموزه ومنعهم من
الاستمرار في إفساد الحياة السياسية".
واستطرد البرادعي قائلا"إن
العشوائية وسوء إدارة العملية الانتقالية تدفع البلاد بعيدا عن أهداف
الثورة, مما يشعرنا جميعا أن النظام السابق لم يسقط, ومع ذلك فإنى لا أود
ان يتطرق اليأس الى النفوس فدروس التاريخ تعلمنا أن الثورات العظيمة كلها
تمر بمثل هذه الانخفاضات الارتفاعات ولكنها فى النهاية تصل لبر الأمان.
وأهم
ما تحقق خلال العام المنصرم هو كسر حاجز الخوف واستعادة الشعب لإيمانه
بقدرته على التغيير وبأنه هو السيد والحاكم. كما أن المشاركة بكثافة في
العملية الانتخابية - برغم عيوبها الواضحة - يعزز الثقة فى قدرة الشعب على
ممارسة الديموقراطية وحكم نفسه بنفسه".
واختتم البرادعي بيانه
بالقول: "إنني على ثقة بأن هذا الشعب سيستمر في المطالبة بحقوقه حتى يحصل
عليها كاملة, وأدعو قوى الثورة كلها للعمل مع فئات الشعب كافة لتحقيق هذا
الهدف, متمسكين دائما بسلمية الثورة فالاحتجاج السلمي هو الذي يعطي الثورة
قوتها ونقاءها".